اعضاء المجلس العسكري، جنرالات قساة، تحولوا بين ليلة وضحاها الي حمامات سلام، تتنادي بالتوقف عن اَي نوع من العدائيات،وكأنهم لم يفعلوا نكراء لاتغتفر في اعتصام مسالم وادع في محيط القيادة. أصبحنا عندما نذكرها تظلم الدنيا أمامنا واقول لمن حولي: لقد كانت بالفعل الميتة التي تستحق ان تعاش، من فاته شرف الرحيل عبرها لن يفرط في فرصة المليونية القادمة، لا لنموت بل لنحيا.
وهاهم يكتشفون فجاة مزايا التفاوض السلمي الهادئ، وحلاوة الجلوس لابناء الوطن علي مائدة تفاوض واحدة.
لا بل ذهبوا فيما يشبه العثور علي بكارة جديدة، ذهبوا إلي ابعد من ذلك والقوا علي مسامعنا التي تعودت خشن الحديث، بنبرة تكاد تكون حالمة عن المبادرتين: الاثيوبية والافريقية، فجاة وبقدرة قادر اكتملتا وأصبحتا اساسا متينا ومقبولا لإعادة التفاوض...
بل ابعد من ذلك المجلس يعبر بنبرة اقرب الي بث الروح الوطنية مناديا بان نتكاتف جميعا لبناء الوطن. نعم الوطن!! مااغلاه وماارخصه!
هذا مافعلته فقط نسائم هبت او رياح يمانية تسمي مليونية ٣٠ يونيو...
فماالذي ستفعله ياتري هذه المليونية في ذات عضمها: لو خرج فعلا حسب مانتوقع الملايين من كل مكان وزحف الناس من كل فج عميق، وتقدمت جحافل الشباب والكبار النساء والرجال، الحضريين من اهل المدن والقرويين من ريف السودان العميق الذي لم تعاني مثله أرياف العالم، لايلوون علي شيء الا العثور علي وسيلة: وسيلة هي سلطة مدنية تتيح فرصة ان يعيش الشعب وينتصر، ان يؤسس مجتمعا جديدا ومستقبلا افضل، يسوده عدل ومساواة ورخاء ودولة قانون ومؤسسات وحقوق، ومعياره فقط المواطنة.
دعوني اقولها لكم: مليونيتنا لن نبدلها بوعد، وعد ممن؟ من هؤلاء الذين تعودا علي النكث بالعهود.
ستهب يوم الاحد مليونية داخل أحشاء الوطن، تذلذل اركان الظلم والفساد والاستبداد.
ونحن أبناء وبنات الدياسبورا لن نقصر... فقد اعددنا العدة لدعم ومساندة شعبنا من كافة بلدان العالم.
ونحن في فرنسا كمثال لما سيحدث قررنا ان نقيم تظاهرة اوروبية كبري في العاصمة الفرنسية باريس تزامنا مع مليونية 30 يونيو في بلادنا السودان ودعما لها.
دعوتنا مفتوحة للجميع للمشاركة في هذه التظاهرة في يوم الاحد 30 يونيو 2019 في العاصمة الفرنسية باريس تضامنا ودعما لثورة الشعب في السودان.
وذلك في ميدان حقوق الانسان في تروكدرو- هذا الميدان الذي وهبه هذه التسمية رئيس فرنسا الأسبق فرانسوا ميتران الذي اختار وقتها ان يستقبل فيه المناضل نلسون مانديلا بعد ان نال حريته بعد 27 عاما وراء القضبان والتعذيب من سلطة الأقلية العنصرية البيضاء - ابتداء من الساعة الثانية بعد الظهر الي الساعة الخامسة مساء. وذلك بترتيب من النشطاء والجاليات السودانية في فرنسا والبلدان الاوروبية.
يخاطب التظاهرة عدد من قادة الرأي والمجتمع المدني والنشطاء السودانيين من فرنسا والبلدان الاوروبية.
Trocadéro - Parvid des Droits de l’Homme
Place Du Trocadéro 75016 Paris
Métro: Trocadéro
ثقوا ان مليونيتنا ليست سلعة معروضة للبيع، ومن يبذل لنا الوعود اليوم نقول له: تلقاها عند الغافل.
د حسين اسماعيل امين نابري
رئيس التجمع السوداني في فرنسا
ورئيس التجمع العالمي لنشطاء السودان بمواقع التواصل الاجتماعي "رياس"
باريس في 28 يونيو 2019