بوتيرة متسارعة تتلاحق الأحداث في عقابيل عملية فض الاعتصام التي وصفت بمجزرة القيادة العامة، الحادثة الفاجعة مازالت تحقيقات النيابة العامة والمجلس العسكري تجري حولها، في وقت تطالب قوى إعلان الحرية والتغيير بتحقيق دولي مستقل، غير أن الغموض ما زال يكتنف المشهد السياسي، خاصة فيما يتعلق بشأن عودة المفاوضات والوساطة الإثيوبية، ونية المجلس العسكري في تشكيل حكومة منفرداً.. لفك شفرة هذه القضايا طرحنا العديد من الأسئلة على القيادي بقوى الحرية والتغيير، والأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف (سلك)، وخرجنا منه بالحصيلة التالية ..
حوار: عيسى جديد
* كيف تقرأ مواقف المجلس العكسري الانتقالي الأخيرة عقب استخدام القوة المفرطة في عملية فض الاعتصام ؟
- المجلس العسكري الانتقالي ماضٍ في تعزيز الانقلاب واجهاض أهداف الثورة السودانية، وهذا واضح من كل مواقفه وتصريحاته كما قلت حتى الآن .
* ماذا عن الوساطة الإثيوبية هل صحيح أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة؟
- نحن فى قوى الحرية والتغيير قبلنا الوساطة الإثيوبية والشروط التي تمت فيها، ولكن يبدو أن المجلس العسكري الانتقالي يحاول الالتفاف عليها، مثل كل مرة ويتملص منها، ونحن نقول إن الثورة السودانية ماضية وستحقق أهدافها لا محالة.
* هنالك حديث خرج إلى العلن بأن الوسيط الإثيوبي أبلغكم تراجع المجلس العسكري عن الاتفاق، ما صحة ذلك؟
- حتى الآن لم يتم إبلاغنا من قبل الوسيط الإثيوبي بأن المجلس العسكري الانتقالي قد تراجع عن الاتفاق الذي تم.
* إذاً ما هي ردة فعلكم حال تراجع العسكري عن الاتفاق؟
- نحن الآن نتحدث عن مجلس درج دائماً على التراجع عن أي قرار يتم الاتفاق عليه، ولذلك لن نذهب لمناقشة التفاصيل، نحن ملتزمون بالاشتراطات التي دفعنا بها إلى الوساطة الإثيوبية والتي أوضحناها أيضاً للمبعوث الأمريكي ونعتبر أي تراجع للمجلس العسكري هو مفهوم في سياق عدم جديته فى تسليم السلطة المدنية، وهذا ما ظلننا نكرره ونقول إن المجلس العسكري هو مشروع انقلاب عسكري وليس منحازاً لقرار الشعب .
* هنالك تضارب في تصريحات المجلس العسكري الانتقالي حول من اتخذ قرار فض الاعتصام؟
- الحقائق واضحة حول مجزرة القيادة العامة وفي كل الأحوال أقرَّ أو نفي المجلس العسكري مسؤوليته حول الخطوة، هو المسؤول الأول عن المجزرة التي تمت ويتحمل مسؤولية القرار .
* ما هو تعليقكم حول بيان النائب العام ؟
- حول بيان النائب العام نقول ونكرر بأننا فى قوى الحرية والتغيير نطالب بلجنة تحقيق دولية مستقلة، حتى لا يفلت الجناة والقتلة من العدالة والعقاب، وكل ما تم ارتكابه من جريمة موثقة وهنالك شهود عيان موجودين .
* هنالك حديث عن ترتيبات قد تمت مع حزبين كبيرين من قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري الانتقالي، لتشكيل حكومة تسيير المهام ماهو تعليقكم؟
- الحديث عن ترتيبات قد تمت مع حزبين كبيرين من قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري الانتقالي لتشكيل حكومة تسيير المهام، نرد عليها بالقول إن هذه الأحاديث هي (أحلام زلوط) وأن قوى الحرية والتغيير مهما قيل عنها من أكاذيب هي قوة موحدة ومتفقة تماماً، ولن تجد بينها من يحلل شرعية الانقلاب العسكري
* إذا ماهي خطوتكم القادمة، خاصة وأن الشارع السوداني ينتظر من قوى الحرية والتغيير الحل ويتساءل عن حالة الصمت؟
- نحن موجودون في الساحة والشارع، لسنا بصامتين ولدينا بيان صدر أمس اوضحنا فيه آخر المواقف السياسية، ونحن مستمرون في العمل الثوري في كل الميادين المختلفة، مثلاً هنالك تواجد لنا في الميدان الجماهيري بالأحياء والمؤسسات والمنظمات، وكذلك مازلنا في الميدان السياسي، ولدينا تواصل في الميدان الدبلوماسي، ونعمل أيضاً في الميدان الإعلامي لتوصيل المعلومات والبيانات .
* مقاطعاً ..بخصوص الإعلام البعض يتهم قوى الحرية والتغيير بالتقصير في الميدان الإعلامي، وأن الذي يسيطر إعلامياً الآن هو المجلس العسكري الانتقالي ؟
- المجلس العسكري الانتقالي يكرر حقيقة الإنقاذ في خنق الحريات وتوظيف أجهزة الإعلام الحكومية والمحلية لأهدافه فقط، دون إتاحة الحرية للآخرين، ويصدر صوته النشاذ لوحده ويزيف الحقائق، والآن استخدم حجب وقطع خدمة الإنترنت لكي يعيش السودان في تعتيم شامل عن الحقائق، ولكن لن يستطيع أن يخفي الشمس بالغربال، لأن الشعب السوداني موجود ومتوحد لتحقيق أهداف ثورته، ونحن لدينا الوسائل والبدائل العديدة للاتصال والتواصل والإعلام ونشر المعلومات والمواقف، وأيضاً إن قوى الحرية والتغيير من شروطها للعودة للتفاوض كان إطلاق جميع الحريات ورفع الحجب عن شبكة الإنترنت.
* ماهي قراءتكم لما بعد زيارة المبعوث الأمريكي وردود أفعال المجتمع الدولي تجاه مجزرة القيادة العامة؟
- قوى الحرية والتغيير لا تعوِّل كثيراً على المجتمع الدولي، ولكننا نعوِّل أكثر وبثقة أكبر على إرادة الشعب السوداني أولاً وأخيراً، فهو الذي ثار ضد الإنقاذ واقتلعها اقتلاعاً، ونادى بالحرية والسلام والعدالة، ويسعى وينادي ويطالب الآن بتكوين حكومة مدنية تحقق أهداف الثورة، وبالنسبة للمبعوث الأمريكي وزيارته وموقفه نحن نقول إنه موقف جيد وداعم للثورة السودانية إلى حد كبير، لأنه يتوافق مع مطالبنا ومطالب الثورة السودانية .
* بعد مجزرة القيادة انقسم كثيرون من الثوار والناشطين وشكلوا أجساماً وكتل شبابية بعيداً عن قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين.. هل هذا يعتبر انهزاماً للثورة؟
- لا ليس هذا انهزاماً مطلقاً للثورة السودانية، ومن حق أي شخص أن ينشيء جسماً أو كياناً يعبر عن أفكاره وآرائه ورؤيته، فنحن نؤمن بأن الثورة جاءت من أجل التغيير والتعددية، وليس استبدال الأحادية بأحادية جديدة، ولكن المحك الرئيسي يكمن في أن تكون تلك الكيانات والأجسام معبرة عن مطالب الشعب التي ثار من أجلها، وأن الشعب هو الذى يقرر من الذى يمثله من الذى لا يمثله.
آخر لحظة