مناظير - زهير السراج
عسكور الكذّاب !!
* أعلن المجلس العسكرى عن إحباط انقلاب عسكرى قوامه 16 شخصا فقط من القوات المسلحة وجهاز الأمن، منهم 12 ضابطا، سبعة في الخدمة وخمسة في المعاش و4 صف ضابط، وهو الإنقلاب الرابع الذى يعلن عنه المجلس في غضون اقل من شهرين بنفس الطريقة المريبة والغريبة والمثيرة للضحك التى اعلن بها عن احباط الانقلابات السابقة بدون ذكر اى اسماء او تفاصيل او توجيه اتهامات، وكأن الانقلابات العسكرية صارت في بلادنا لعبة من ألعاب الهواتف النقالة التى يشغل بها الناس أوقات فراغهم هذه الأيام!!
* اغبى عسكرى في الدنيا منذ خلق الله الأرض والى يومنا هذا يعلم أنه من المستحيل أن ينجح انقلاب عسكرى في السودان تحت ظل الظروف التى يعيشها هذه الأيام، ولو كان قوام الانقلاب جيشا بأكمله، كامل العدة والعتادة، وليس 12 شخصا مجردين من السلاح، خمسة منهم في المعاش .. اللهم إلا إذا كان غباء هؤلاء الانقلابيين ليس له مثيل في الكون، أو أن المجلس العسكرى الموقر يحسن بنا الظن ويلصق بنا هذه الصفة المميزة، أو أنه الذى يتميز بها مِن كثرة ممارسة اعضائه لألعاب الفيديو حتى توهم انه يعيش في عالم الفيديو، وان الباقين يشاركونه هذا التميز ويعيشون معه في نفس العالم الذى يعيش فيه، فيخرج علينا كل يوم بقصة انقلاب جديد يحبطه، وهو مطمئن أننا سنصدقه ونصفق له على هذا الانجاز الرائع، ونطلب منه المزيد على طريقة (مِن دُرك المكنون اكشف كنوز حُسنك، ورينا فيك كم لون، ما بين جمال وفنون)، مع الاعتذار للمبدعَيْن الرائعين، صاحب الكلمات واللحن العبقرى (عبدالرحمن الريح) وصاحب الأداء الرائع (أحمد الجابرى)، رحمهما الله!!
* ربما ليس التذاكى أو إدمان ألعاب الفيديو الذى يدعوه الى نجر انقلاب كل يوم، وإنما الصفة التى ورثها من ابيه الشرعى النظام البائد وتلتصق به إلتصاق التوأم السياسى لا تريد مفارقته حتى تقضى عليه، وتدفعه الى الخروج علينا كل يوم صائحا " النمر النمر" .. فنصدقه ونهرع لإنقاذه ولكنه يقهقه بأعلى صوته ساخرا منا، لنكتشف انه كان يكذب علينا ..إلخ، وتتكرر الحكاية عدة مرات الى أن (حدث ما حدث)، كما يحدثنا كتاب المطالعة الأولية، ويقع (محمود الكذاب) فى شر اعمالة، فريسة شهية في جوف النمر .. !!
* لا ادرى إن كان أعضاء المجلس الموقر قد قرأوا أو سمعوا بهذه القصة من قبل أم لا، وعلى كل حال فالذين قرأوها ويحفظونها عن ظهر قلب وعجزوا عن فهم معناها والاستفادة منها، يقبعون الآن في السجون أو ينتظرون دورهم في الدخول إليها، ويستطيع المجلس العسكرى الذى يستشيرهم الآن في كل شئ أن يطلب منهم أن يقصوها عليه ليأخذ منها الدروس والعبر إذا أراد، ، مع وجود إختلاف بسيط بين المصير الذى آل إليه محمود، والمصير الذى ينتظره، فإذا كان محمود إفترسه (النمر) الذى كان يضحك به على أهل الحلة، فإن الذى سيفترس المجلس ليس هو الإنقلاب العسكرى الذى يعبث به مع الشعب، وإنما الشعب نفسه، فلا مجال لانقلاب عسكرى أو نمور عسكرية بعد اليوم .. فالكلمة للشعب والفعل للشعب، وليس لجنس مخلوق آخر !!
* بينما كان المجلس العسكرى منهمكاً في ممارسة ألعاب الفيديو التى لا يملها، واختلاق القصص والانقلابات، بشرنا الوسيط الأفريقى أخيرا وفرَّحنا بنبأ التوصل للإتفاق النهائى حول هياكل ومؤسسات الفترة الإنتقالية ، ونأمل أن تكون هى البشرى الأخيرة حول هذا الموضوع، ولا يخرج علينا لاحقا ويفاجئنا بأننا كنا مع (الكاميرا الخفية) !!
* ولكن يا فرحة ما تمت .. ففى نفس المؤتمر الصحفى الذى نقل إلينا فيه بشرى الإنتهاء من الإتفاق وموافقة الطرفين عليه، بشرنا بأنهما سيعقدان إجتماعا في صباح اليوم (او غدا) لمناقشة الوثيقة الدستورية للفترة الإنتقالية، ويا لها من بشرى .. فإذا كان مجرد الإتفاق على هياكل ومؤسسات الفترة الإنتقالية قد إستغرق كل هذا الوقت، وكاد يعود بنا الى الإعتصامات والعصيان والتصعيد الثورى مرة أخرى، فماذا سيكون الحال مع (الدستور) الذى سيحتكم إليه الناس خلال الفترة الإنتقالية، وهنالك من يتربص به لمنع الانتقال السلمى الى الدولة المدنية الديمقراطية وتعويق دولة المواطنة والمساواة التى تضع حدا لاستغلال الدين الحنيف في تحقيق اهداف ومصالح دنيوية، والتسلط على المواطنين !!
* أخشى أن يجدها (عسكور الكذاب) فرصة ذهبية للتمسك بالسلطة والنأى عن المحاسبة، واستمرار دولة الظلم والفساد .. وستكون (الفرية) هذه المرة أفضل واقوى وانجع .. وهى حماية الدين الحنيف !!
الجريدة
عسكور الكذّاب !!
* أعلن المجلس العسكرى عن إحباط انقلاب عسكرى قوامه 16 شخصا فقط من القوات المسلحة وجهاز الأمن، منهم 12 ضابطا، سبعة في الخدمة وخمسة في المعاش و4 صف ضابط، وهو الإنقلاب الرابع الذى يعلن عنه المجلس في غضون اقل من شهرين بنفس الطريقة المريبة والغريبة والمثيرة للضحك التى اعلن بها عن احباط الانقلابات السابقة بدون ذكر اى اسماء او تفاصيل او توجيه اتهامات، وكأن الانقلابات العسكرية صارت في بلادنا لعبة من ألعاب الهواتف النقالة التى يشغل بها الناس أوقات فراغهم هذه الأيام!!
* اغبى عسكرى في الدنيا منذ خلق الله الأرض والى يومنا هذا يعلم أنه من المستحيل أن ينجح انقلاب عسكرى في السودان تحت ظل الظروف التى يعيشها هذه الأيام، ولو كان قوام الانقلاب جيشا بأكمله، كامل العدة والعتادة، وليس 12 شخصا مجردين من السلاح، خمسة منهم في المعاش .. اللهم إلا إذا كان غباء هؤلاء الانقلابيين ليس له مثيل في الكون، أو أن المجلس العسكرى الموقر يحسن بنا الظن ويلصق بنا هذه الصفة المميزة، أو أنه الذى يتميز بها مِن كثرة ممارسة اعضائه لألعاب الفيديو حتى توهم انه يعيش في عالم الفيديو، وان الباقين يشاركونه هذا التميز ويعيشون معه في نفس العالم الذى يعيش فيه، فيخرج علينا كل يوم بقصة انقلاب جديد يحبطه، وهو مطمئن أننا سنصدقه ونصفق له على هذا الانجاز الرائع، ونطلب منه المزيد على طريقة (مِن دُرك المكنون اكشف كنوز حُسنك، ورينا فيك كم لون، ما بين جمال وفنون)، مع الاعتذار للمبدعَيْن الرائعين، صاحب الكلمات واللحن العبقرى (عبدالرحمن الريح) وصاحب الأداء الرائع (أحمد الجابرى)، رحمهما الله!!
* ربما ليس التذاكى أو إدمان ألعاب الفيديو الذى يدعوه الى نجر انقلاب كل يوم، وإنما الصفة التى ورثها من ابيه الشرعى النظام البائد وتلتصق به إلتصاق التوأم السياسى لا تريد مفارقته حتى تقضى عليه، وتدفعه الى الخروج علينا كل يوم صائحا " النمر النمر" .. فنصدقه ونهرع لإنقاذه ولكنه يقهقه بأعلى صوته ساخرا منا، لنكتشف انه كان يكذب علينا ..إلخ، وتتكرر الحكاية عدة مرات الى أن (حدث ما حدث)، كما يحدثنا كتاب المطالعة الأولية، ويقع (محمود الكذاب) فى شر اعمالة، فريسة شهية في جوف النمر .. !!
* لا ادرى إن كان أعضاء المجلس الموقر قد قرأوا أو سمعوا بهذه القصة من قبل أم لا، وعلى كل حال فالذين قرأوها ويحفظونها عن ظهر قلب وعجزوا عن فهم معناها والاستفادة منها، يقبعون الآن في السجون أو ينتظرون دورهم في الدخول إليها، ويستطيع المجلس العسكرى الذى يستشيرهم الآن في كل شئ أن يطلب منهم أن يقصوها عليه ليأخذ منها الدروس والعبر إذا أراد، ، مع وجود إختلاف بسيط بين المصير الذى آل إليه محمود، والمصير الذى ينتظره، فإذا كان محمود إفترسه (النمر) الذى كان يضحك به على أهل الحلة، فإن الذى سيفترس المجلس ليس هو الإنقلاب العسكرى الذى يعبث به مع الشعب، وإنما الشعب نفسه، فلا مجال لانقلاب عسكرى أو نمور عسكرية بعد اليوم .. فالكلمة للشعب والفعل للشعب، وليس لجنس مخلوق آخر !!
* بينما كان المجلس العسكرى منهمكاً في ممارسة ألعاب الفيديو التى لا يملها، واختلاق القصص والانقلابات، بشرنا الوسيط الأفريقى أخيرا وفرَّحنا بنبأ التوصل للإتفاق النهائى حول هياكل ومؤسسات الفترة الإنتقالية ، ونأمل أن تكون هى البشرى الأخيرة حول هذا الموضوع، ولا يخرج علينا لاحقا ويفاجئنا بأننا كنا مع (الكاميرا الخفية) !!
* ولكن يا فرحة ما تمت .. ففى نفس المؤتمر الصحفى الذى نقل إلينا فيه بشرى الإنتهاء من الإتفاق وموافقة الطرفين عليه، بشرنا بأنهما سيعقدان إجتماعا في صباح اليوم (او غدا) لمناقشة الوثيقة الدستورية للفترة الإنتقالية، ويا لها من بشرى .. فإذا كان مجرد الإتفاق على هياكل ومؤسسات الفترة الإنتقالية قد إستغرق كل هذا الوقت، وكاد يعود بنا الى الإعتصامات والعصيان والتصعيد الثورى مرة أخرى، فماذا سيكون الحال مع (الدستور) الذى سيحتكم إليه الناس خلال الفترة الإنتقالية، وهنالك من يتربص به لمنع الانتقال السلمى الى الدولة المدنية الديمقراطية وتعويق دولة المواطنة والمساواة التى تضع حدا لاستغلال الدين الحنيف في تحقيق اهداف ومصالح دنيوية، والتسلط على المواطنين !!
* أخشى أن يجدها (عسكور الكذاب) فرصة ذهبية للتمسك بالسلطة والنأى عن المحاسبة، واستمرار دولة الظلم والفساد .. وستكون (الفرية) هذه المرة أفضل واقوى وانجع .. وهى حماية الدين الحنيف !!
الجريدة