عثمان ميرغني ـ حديث المدينة
المائة يوم الأولى في عمر حكومة الثورة تكشف بجلاء باقي عمر الفترة الانتقالية.. مثل صورة الأشعة الصوتية التي تكشف من المائة يوم الأولى هل الجنين أنثى أم ذكر..
وحتى لا تغرق حكومتنا منذ اليوم الأول في صخب المطلوبات الكثيرة.. والأزمات العتيقة.. والنواحات العميقة.. أقترح أن لحكومة الثورة أول قرارين:
القرار الأول: إعادة هيكلة وتكوين المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي، ونقله إلى مباني رحيبة وجميلة تسمح لخيال التخطيط أن ينطلق..
المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي مؤسسة اتحادية تشرف على التخطيط في المستويين الاتحادي والولائي ويتبع لرئيس مجلس الوزراء مباشرة، مع الاحتفاظ باستقلاله المهني.
يضم المجلس خيرة العلماء والخبراء في مختلف التخصصات ويستعين بمراكز البحث والدراسات في الجامعات وغيرها. وتكون خططه ملزمة للدولة.
القرار الثاني: هيكلة وتكوين الجهاز المركزي للإحصاء مع دمج المركز القومي للمعلومات فيه. ويكون الجهاز تابعاً بصورة مباشرة لرئيس الوزراء مع استقلاله المهني.
هذان الجهازان يصبحا البوصلة الحاكمة لكل خطط وأعمال الدولة السودانية، على المستويين القومي والولائي. تستصدر لهما الحكومة تشريعات حاكمة ونافذة على بقية مؤسسات الدولة حتى تتقيد بالتخطيط الاستراتيجي القومي وتضبط سيرها على إيقاع متفق عليه.
تكوين المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي والجهاز المركزي للإحصاء يساعد على تحييد خطط الدولة وطموحات الشعب من غوائل السياسة ليكون قوام الدولة وسيرها نحو المستقبل بلا مفاجآت أو نكبات.. على بصيرة وهدى..
من المحتم أن نفصل بين (عقلية التخطيط) و(عقلية التنفيذ).. فالعقل المخطط يتمتع بالخيال والنظر المستنير بعيداً نحو المستقبل، بينما عقل المنفذ منشغل بالتكتيك ومواجهة تحديات الواقع الآني والتعقيدات الظرفية.. ولا يلتقيان..
خبراء التخطيط عليهم رسم طريقنا لعشر سنوات قادمات، على مستوى المركز والولايات في كل القطاعات ولكل المشروعات، بينما الجهاز المركزي للإحصاء يرصد ويحلل النتائج والتنفيذ على الأرض ثم يعيد التغذية العكسية Feed back للمجلس القومي للتخطيط لإعادة تقويم الخطط وفق معطيات ومتغيرات الأوضاع.
لا حرج أن نستجلب ونستفيد من الخبرات الأجنبية، تماماً كما لدينا خبراء سودانيون في دول أخرى نحن في حاجة لعلماء وخبراء من دول أخرى حسب حاجتنا .. ولحسن الحظ أن كثيراً من الدول المتقدمة راغبة في مد يد العون لنا في هذا المجال.
أتمنى أن لا تغرق حكومة الثورة في هموم الأزمات قبل أن تمنح نفسها فرصة التأسيس لدولة راشدة تدار بالخبراء والاستراتيجيات البصيرة..
التيار
المائة يوم الأولى في عمر حكومة الثورة تكشف بجلاء باقي عمر الفترة الانتقالية.. مثل صورة الأشعة الصوتية التي تكشف من المائة يوم الأولى هل الجنين أنثى أم ذكر..
وحتى لا تغرق حكومتنا منذ اليوم الأول في صخب المطلوبات الكثيرة.. والأزمات العتيقة.. والنواحات العميقة.. أقترح أن لحكومة الثورة أول قرارين:
القرار الأول: إعادة هيكلة وتكوين المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي، ونقله إلى مباني رحيبة وجميلة تسمح لخيال التخطيط أن ينطلق..
المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي مؤسسة اتحادية تشرف على التخطيط في المستويين الاتحادي والولائي ويتبع لرئيس مجلس الوزراء مباشرة، مع الاحتفاظ باستقلاله المهني.
يضم المجلس خيرة العلماء والخبراء في مختلف التخصصات ويستعين بمراكز البحث والدراسات في الجامعات وغيرها. وتكون خططه ملزمة للدولة.
القرار الثاني: هيكلة وتكوين الجهاز المركزي للإحصاء مع دمج المركز القومي للمعلومات فيه. ويكون الجهاز تابعاً بصورة مباشرة لرئيس الوزراء مع استقلاله المهني.
هذان الجهازان يصبحا البوصلة الحاكمة لكل خطط وأعمال الدولة السودانية، على المستويين القومي والولائي. تستصدر لهما الحكومة تشريعات حاكمة ونافذة على بقية مؤسسات الدولة حتى تتقيد بالتخطيط الاستراتيجي القومي وتضبط سيرها على إيقاع متفق عليه.
تكوين المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي والجهاز المركزي للإحصاء يساعد على تحييد خطط الدولة وطموحات الشعب من غوائل السياسة ليكون قوام الدولة وسيرها نحو المستقبل بلا مفاجآت أو نكبات.. على بصيرة وهدى..
من المحتم أن نفصل بين (عقلية التخطيط) و(عقلية التنفيذ).. فالعقل المخطط يتمتع بالخيال والنظر المستنير بعيداً نحو المستقبل، بينما عقل المنفذ منشغل بالتكتيك ومواجهة تحديات الواقع الآني والتعقيدات الظرفية.. ولا يلتقيان..
خبراء التخطيط عليهم رسم طريقنا لعشر سنوات قادمات، على مستوى المركز والولايات في كل القطاعات ولكل المشروعات، بينما الجهاز المركزي للإحصاء يرصد ويحلل النتائج والتنفيذ على الأرض ثم يعيد التغذية العكسية Feed back للمجلس القومي للتخطيط لإعادة تقويم الخطط وفق معطيات ومتغيرات الأوضاع.
لا حرج أن نستجلب ونستفيد من الخبرات الأجنبية، تماماً كما لدينا خبراء سودانيون في دول أخرى نحن في حاجة لعلماء وخبراء من دول أخرى حسب حاجتنا .. ولحسن الحظ أن كثيراً من الدول المتقدمة راغبة في مد يد العون لنا في هذا المجال.
أتمنى أن لا تغرق حكومة الثورة في هموم الأزمات قبل أن تمنح نفسها فرصة التأسيس لدولة راشدة تدار بالخبراء والاستراتيجيات البصيرة..
التيار