رحيق السنابل - حسن وراق
لماذا هرب العباس شقيق المخلوع !!
لماذا هرب العباس شقيق المخلوع !!
@ إنشغل الجميع بالطريقة و الكيفية التى هرب بها العباس شقيق المخلوع ولم ينشغل أحد بطرح السئوال المنطقى (لماذا هرب العباس ) فى الوقت الذى ظل فيه إخوته بالسودان و هنالك ألف طريقة لتهريبهم خارج البلاد كما فعل عدد من النافذين . الحقيقة التى لا يختلف حولها إثنان أن فساد حكم الانقاذ (كوم) بينما فساد أخوان الرئيس (كوم) آخر يسترعى الاهتمام لأنه فساد من نوع خاص ينحصر فى تقديم التسهيلات للحصول على امتيازات حكومية و الفوز بالعطاءات و العقودات و الاعفاء من الرسوم الحكومية كالاعفاء و تخفيض الضرائب و عدم إعمال التعريفة الجمركية القانونية و فى كثير من الاحيان تتم عملية التهريب shooting للبضائع عبر تحويل غرضها او الجهة المستفيدة و غالبا ما تتم دخول تلك السلع الرأسمالية بإعتبار أنها لمشاريع التنمية معفاة من اى رسوم كما هو الحال بالنسبة للبضائع التى دخلت للسدود و الكهرباء و بعض الجهات الامنية و غيرها .
@ أخوان المخلوع أصبحوا على كل لسان خاصة أولئك النافذين فى الدولة و الذين صاروا يتندرون بأساليب حصرية يقوم بها أخوان الرئيس كل تخصص فى مجال و يمارسون السمسرة و الوساطات و التسهيلات عبر مكاتب معروفة وكل من تقف أمامه معضلة لن يحتار فى الحل طالما أخوان المخلوع يملكون مكاتب تسهيلات عبر سماسرة معروفون فى كل المجاملات . أكثر الذين (شالوا حال) اخوان الرئيس هم الاجانب من مستثمرين او لاجئين او رجال أعمال الذين يتعرضون لابتزاز من قبل بعض الجهات الحكومية خاصة المستثمرين فى مجال الانتاج الصناعى و يتعرضون لقطع (خاص) للإمداد الكهربى خارج خطة القطع المبرمج المعروف و كذلك الحال بالنسبة لأمدادات المياه التى تعتمد عليه معظم الصناعات خاصة فى الخرطوم بحرى و جنوب الخرطوم و أم درمان و اصبح معروفا للجميع أن هنالك (أتاوات) تدفع لسماسرة يعملون لبعض إخوان الرئيس و كل من يطلب الحماية من السلطات الامنية يلجأ لإخوان الرئيس كل حسب تخصصه .
@ فساد الأسر الحاكمة أصبح أمر شائع فى عالمنا العربى خاصة فى ظل النظم الديكتاتورية و اقرب الامثلة ما فعله أبناء صدام حسين قصى و عدى بالشعب العراقى وانتهاك حقوق المواطنين و ادارة مملكة من الفساد المالى و الاخلاقى . فى مصر حسنى مبارك بلغ فساد نجلى الرئيس شأوا بعيدا كاد أن يستخلف ابنه جمال لولا انتصار الثورة فى مصر، ما فعله الشعب الليبى بأبناء الطاغية معمر القذافى يعبر بوضوح عن طغيان وفساد تلك الاسرة المتحكمة فى الشعب الليبى . ما حدث فى السودان لا يختلف عن ما حدث من فساد و طغيان فى الانظمة الديكتاتورية و كان من المتوقع ان تحدث أفظع مما هو الآن لو أن المخلوع كانت له ذرية من الابناء ليصبح أشقاءه رموز للفساد بلا منازع و اصبحت مؤسسة الفساد القابضة فى السودان ملتفة حول أشقاء الرئيس . شقيقهم المخلوع ،قد علم بفسادهم ، إنتفض مستنكرا أن يكون أشقاءه يمارسون الفساد من وراء ظهره و كأنهم معصومون منه .
@ فساد الانقاذ ليس حصريا على أهل بيت المخلوع إلا أن فسادهم أصبح دافعا و محفزا لفساد أهل الحكم فى الحزب الحاكم و على نطاق الحركة الاسلامية و كل المؤسسات و الوزارات و المصالح التى تنتظر و تفتخر بأن يطرق أبواب فسادها أخوان الرئيس حتى يصبح المفسدون هنالك فى مأمن من المحاسبة و لممارسة أسوأ انواع الفساد (اذا كان رب البيت للدف ضارب) . فساد و إفساد أخوان الرئيس بعيد عن المحاسبة و كل من أفسد لا يحاسب بل يتم ترفيعه الى موقع أكثر امتيازا بطريقة (قلب اللحاف) . من أشهر قضايا فساد أهل المخلوع ما حدث فى العام 2013 عندما بعث مسئول كبير بشرطة ولاية الجزيرة بورقة صغيرة (بخرة) لمدير شرطة محلية الحصاحيصا بأن يمنح أحد افراد أسرة الرئيس بقرية صراصر ، اللورى الوحيد و الجديد الذى يخص شرطة محلية الحصاحيصا الذى يبلغ ثمنه 2 مليار بلا مقابل و ما يزال اللورى فى عداد (المسروقات) و السارق معروف فى إنتظار إرجاعه لشرطة الحصاحيصا الآن و فورا.
@ كل قضايا الفساد التى تورط فيها أخوان و اقارب المخلوع مرصودة و غالبيتها يمكن إحتمالها او (بلعها) ما عدا المنسوب للعباس شقيق الرئيس الذى هرب عن طريق ارتريا الى تركيا و هو يدرك مدى فداحة الجرم الذى سيدفع حياته ثمنا له لجهة أنه الشقيق الوحيد المتورط فى عملية استخراج الرقم الوطنى ، الجنسيات و الباسبورتات السودانية لبعض اللاجئين السوريين مقابل 10 الف دولار . أشهر قضية فساد تقشعر لها الابدان ما يرويه أحد السوريين و أسمه (عبدالقادر السورى) الذى تخصص فى حفر الآبار الارتوازية والسمسرة لشقيق الرئيس فى استخراج الوثائق السودانية للسوريين . عقب اندلاع المظاهرات هرب عبدالقادر السورى السودانى بتذكرة سفر بلا عودة بعد أن باع كل أملاكه و مقتنياته و وبمساعدة (الشقيق) قام بتحويل مبلغ 500 مليون دولار(ضعف الوديعة السعودية ) الى (أربيل) ليستقر فى تركيا بعد أن تخلص من الباسبورت السودانى الذى قذف به فى بحر (الليطانى).
@ العباس شقيق المخلوع متورط مع اللاجئين السوريين و فى علاقات مع الاتراك عبر عضوية مجلس إدارة مصانع سور التركية التى يمتلكها الترزى التركى المثير للجدل (اوكتاي ارجان) شراكة مع القطريين و التى من خلالها يمارسون نشاطا مريبا يهدد الامن السودانى لدرجة أن أصبحت استثمارات الاتراك و القطريين من مصانع و مزارع مثيرة للشكوك و مرتبطة بتدريبات أمنية. هروب العباس يحمل الكثير من علامات الاستفهام و المطلوب منه الحضور لتبرئة ساحته من هذه الاتهامات التى تدخل فى باب الخيانة العظمى ، بقاءه هاربا يثبت التهمة عليه . المطلوب الآن التحفظ على كل المستثمرين الاتراك و القطريين و السوريين الذين يحملون الجنسيات السودانية و يديرون فى الخفاء عملا مضادا للثورة السودانية بالتنسيق مع فلول النظام و جماعة نصرة الشريعة بهدف تهديد العلاقات السودانية السعودية ، الاماراتية و المصرية بتوجيهات قطرية ، تركية وايرانية ، البطء فى تسليم السلطة للمدنيين يهدد بخطر ماحق على الثورة السودانية .
الجريدة
______
الجريدة
______