اعتبر الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري في السودان، أن المجلس يمتلك تفويضا شعبيا لتشكيل حكومة تكنوقراط.
وقال حميدتي خلال تجمع شعبي شمالي العاصمة الخرطوم اليوم السبت "نريد تشكيل حكومة كفاءات وتكنوقراط"، مؤكدا أن هذا الحشد الجماهيري بمثابة تفويض شعبي.
وأضاف "لا نريد الاستمرار في السلطة، ونفهم اللعبة السياسية جيدا من خلال دعوتهم إلى فترة انتقالية لأربع سنوات لحكم السودان من دون انتخابات"، في إشارة إلى اقتراح قوى الحرية والتغيير.
وتابع حميدتي أن "صورتنا مشوهة هذه الأيام، لكن هذه الحشود البشرية في منطقة قرّي شمالي الخرطوم تؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح".
وأكد أن المجلس العسكري يسعى إلى التفاوض لتنفيذ رغبات الشعب، مشيرا إلى أنه سيتواصل مع كل من أسهموا في الثورة الشعبية، وليس من حق أي جهة أن تحكم السودان إلا بموجب تفويض.
ولفت نائب رئيس المجلس العسكري إلى أنه لن يخوض في تفاصيل فض الاعتصام وأعمال العنف بحق المدنيين حتى انتهاء التحقيقات. واتهم سفراء دول في الخرطوم بالتآمر ضد السودان، مؤكدا أنه سيكشف خلال الأيام المقبلة عن معلومات أمنية واستخباراتية لاجتماعات داخل الخرطوم تكشف حجم المخططات.
واعتبر أن قوات الدعم السريع التابعة للجيش لا تنتمي إلى أي حزب سياسي، وتعرضت لظلم وتشويه، وأسهمت في التغيير الحقيقي بالسودان.
وقال مدير إدارة التوجيه في قوات الدعم السريع اللواء نور الدين عبد الوهاب خلال التجمع الشعبي "تحملنا الأذى من أجل السودان، وهنالك هجمة شرسة على قواتنا، وما يهمنا هو المواطن السوداني".
بدوره، أكد الفريق الركن ياسر العطا نائب رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري العزم على تشكيل حكومة بغض النظر عن شكل الاتفاق، واعتبر أن مجموعات شبابية ثورية سئمت من قوى التغيير.
وتابع العطا "عاهدنا الله في المؤسسة العسكرية بالسودان أن نؤسس لديمقراطية حقيقية".
يشار إلى أن قوى التغييرتحمّل تلك القوات مسؤولية سقوط 118 قتيلا خلال فض اعتصام الخرطوم يوم 3 يونيو/حزيران الجاري، وأحداث عنف تلته، بينما تقدر وزارة الصحة عدد القتلى بـ61.
ويقول المجلس العسكري إنه لم يستهدف فض الاعتصام، وإنما مداهمة بؤرة إجرامية في منطقة كولومبيا قرب مقر الاعتصام، قبل أن تتطور الأحدث ويسقط قتلى بين المعتصمين.
لولاه لضاع السودان
وفي مقابلة مع مدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في القاهرة ديكلين وولش، قال حميدتي إنه يعتقد أنه لولا وصوله إلى منصبه لضاع السودان.
ووصف وولش المسؤول السوداني بأنه الحاكم الفعلي في البلاد ويريد أن يقدم نفسه على أنه المنقذ لا المخرب، لافتا إلى أن لسان حال السودانيين هو أن صعود حميدتي إلى قمة السلطة يعكس واقعاً مخيباً للآمال، إذ إنهم أزاحوا دكتاتورا في أبريل/نيسان الماضي ليأتوا بجلاد في مكانه.
ونقلت الصحيفة أن حميدتي رفض الإجابة عن الأسئلة المباشرة حول الاتهامات بأن قوات الدعم السريع التي يقودها ارتكبت فظائع في دارفور أو خلال فض الاعتصام مؤخراً في الخرطوم، بقوله إنه لا يتحاشى الإجابة وإن هناك تحقيقاً مستمرا وستنشر نتائجه خلال الأيام القادمة.
كما نقلت عنه قوله إن قواته واجهت استفزازات لا يمكن وصفها من حرق عربات عسكرية أمامها وبث ذلك مباشرة على الهواء، إضافة إلى تصرفات غير أخلاقية من قبل أحد المتظاهرين.
ولدى سؤاله حول وصف البعض لهم بالجنجويد، قال حميدتي إن العبارة تعني قطاع طرق، وهو مصطلح تروجه المعارضة، حسب قوله.
المصدر : وكالة الأناضول