حزب الأمة يفتقر للنفس النضالي الطويل و بيتعامل بسياسة الأمر الواقع و التصرف في حدود العرض المقدم من العساكر بدون مقاومة أو تمسك بمطالب هو شخصياً ما مؤمن بيها شديد زي قضية المجلس السيادي مثلاً ، الصادق المهدي بدأ بضرورة مشاركة المدنيين في المجلس السيادي و بيشوف انو لو الرئيس مدني خير و بركة ولو بقى عسكري الموضوع ما خطير ، أو بيستاهل تعنت و عنادة !
الخلاني اقول الكلام ده شنو ؟ الإرهاصات كلها بتؤكد انو التمسك بالسلطة السيادية من قبل العسكر أمر مفروغ منو ، بدليل انو الليلة المجلس العسكري عقد اجتماع مع قيادات ضباط الرتب الوسيطة في الجيش و كان مفترض يكون الاجتماع برئاسة حميدتي و تم الغاء الاشارة مخافة عدم تلبية الضباط لدعوة الاجتماع بحكم ترأس الاجتماع حميدتي فتم استبداله بالكباشي و اللي أكد في الاجتماع تمسكهم بالرئاسة مع التأكيد أنها مسألة لا تفاوض فيها مع التشكيك الصريح في قوى اعلان الحرية و التغيير و انهم حيتجهو قريبا لإقامة انتخابات و ( الحشاش يملا شبكتو ) قالها بصحيح العبارة .
العبرة من الموضوع انو الصادق زول خارق الذكاء / ماكر / واقعي / براغماتي بيحاول يقفل الباب في وجه المجلس العسكري و يضع حد لكل الاعذار و بتهمو تماماً سلطة المجلس التشريعي و صلاحيات مجلس الوزراء بغرض تفكيك زمرة نظام الإنقاذ ، قطع الطريق على المؤتمر الوطني و أشياع الاسلاميين و عارف تماماً انو السلطة السيادية ما بتعنيو شديد طالما الأجندة البينفذها المجلس العسكري ليست أجندة الحركة الاسلامية ، عدا ذلك ماف مانع من وجود العساكر على راس السلطة خصوصاً انو السيد المهدي معروف بالانبطاح للكاكي فسبق و استسلم لانقلاب الانقاذ بالرغم من انو عارف سلفا بمحاولة الانقلاب و ده موقف حزب الامة الانبطاحي من زمن ايام حكومة عبدالله خليل و تسليمها الحكم للعسكريين ، الخلاصة انو الصادق المهدي متعود على الهبوط الناعم لكن بينبطح بسياسة قد نكون شايفين فيها غباء و تنازل و هي فعلا فيها تنازل لكن بصراحة ما غباء بقدر ما هو شايف إنو آلية تعامل قوى الحرية والتغيير (قحت) مع الموقف الحالي بتعنت هو الغباء نفسه ، غباء (قحت) حسب رؤية الصادق مبرر بسبب الضغط الجماهيري المصاحب لبقية الاحزاب و صعوبة تفهم الشعب لحساسية الموقف أما الامة فما فارق معاو حنك القواعد الجماهيرية ده شديد لانو أساسا ما بيمتلكا وسط المعتصمين و الشباب تحديداً انما بيكتفوا بقواعدهم الانصارية العتيقة ذات الفئات السنية السعبينية وبالتالي الحزب بيقول الدايرو و بيعبر عن أراءه بشفافية شديدة ! الصادق بيشوف تمسك الأحزاب بقضية ثانوية حتستنزف منهم زمن طويل و مجهود جبار بدون نتائج يقابلها في الجانب الاخر تمدد الاسلاميين و تأمين نفسهم من فرص المحاسبة دي فارغة و عنترية بتدل على مراهقة سياسية ليس إلا ..
الصادق المهدي باختصار عايز يفوت الفرصة على المجلس العسكري و ما عايز الباب يتقفل ، ده ضعف من حيث المبادئ و هبوط ناعم كما يحلو للبعض تسميته لكن تكتيك سياسي بعيد يقضي بتبادل المنافع ( امسك لي و اقطع ليك ) .
# أنا أدعم تكوين مجلس مشترك بغالبية مدنية و رئاسة دورية على أقل تقدير ، لكن حبيت اوضح وجهة نظر الإمام في الموضوع ... ما تستهونوا بعقلية الراجل ده ، ده انسان واقعي جدا .
# الرأي قابل للمخالفة و النقد ، و مع مرور الايام قد تتغير وجهة نظري وفقا لتغير المعطيات و ما يطرأ على الساحة من مستجدات .
معتز ابراهيم - فيسبوك