أعلن المجلس العسكري رفضه المبادرة الإثيوبية، وطالب بدمجها مع مبادرة الاتحاد الأفريقي، وذلك بعد ساعات من موافقة قوى الحرية والتغيير عليها، معلناً موافقته على مبادرة الاتحاد الأفريقية، بحجة أنها تجد التأييد من عدة جهات إقليمية ودولية، وخاصة الاتحاد الأروبي.
وأمهل المجلس العسكري، المبعوث الإثيوبي السفير محمود درير، ومبعوث الاتحاد الأفريقي البروفيسور محمد الحسن لبات، 24 ساعة لدمج المبادرتين في مبادرة مشتركة، وتسليمها له، وشدد على ضرورة أن تاتي المبادرة خالية من الإملاءات والحلول الجاهزة، وأن تعمل على خلق مناخ مواتٍ لعودة الفرقاء السودانيين إلى طاولة الحوار مجدداً.
وقال الناطق باسم المجلس العسكري الفريق شمس الدين كباشي، إن المجلس لم يدرس المبادرة الإثيوبية حتى الآن ليقرر بشأنها، مشيراً إلى إن الاتفاقات التي توصل إليها المجلس مع قوى الحرية والتغيير مسبقاً غير رسمية.
وكان المجلس العسكري وقوى التغيير التي تقود حركة الاحتجاجات الشعبية قد توصلا إلى اتفاق مُنحت بموجبه قوى الحرية والتغير 67% من مقاعد المجلس التشريعي، وأن تقوم بتسمية أعضاء مجلس الوزراء.
وأعلن كباشي أنهم تسلموا نسخة من مسودة مبادرة الاتحاد الأفريقي أولاً، ثم لاحقاً تسلموا نسخة من المبادرة الإثيوبية، لافتاً إلى أنهم لم يقرأوا محتواها لأنها جاءت متأخرة، ولأنهم ظنوا أن المبادرة مشتركة، وليست مبادرتين منفصلتين.
وأوضح كباشي أن الوساطة استغرقت وقتاً طويلاً، وقال إن هناك تكتلات سياسية وتكتلات شبابية ظهرت في الساحة، وأنها تريد أن تكون جزءً من الحل.
ولفت الناطق الرسمي إلى أن المجلس العسكري تسلم مبادرات من الجامعة العربية وجنوب السودان ونيجيريا لحل الأزمة السودانية، منوهاً إلى أنهم أبلغوا أصحاب تلك المبادرة بأن الأولوية لمبادرة الاتحاد الأفريقي.
من جهته أشارعضو المجلس العسكري الفريق ياسر العطا، إلى أن هناك متغيرات في الساحة السياسية يبقى من العسير معها منح قوى الحرية والتغيير نسبة 67% من المجلس التشريعي.
وتابع العطا: “لا يمكن أن نتفق مع قوى التغيير وفق هذه النسب، لأن القوى الأخرى لن توافق، وهذا ربما يعرقل الفترة الانتقالية”.
وامتدح العطا دور قوى الحرية والتغيير في قيادة الثورة، وقال إن المجلس العسكري ينظر بفخر لقوى التغيير وشبابها ولايتجاهل دورهم في الثورة الشعبية، لكن المجلس العسكري ينظر للأمن القومي بالمفهوم الشامل.
وقال العطا إن مسؤولية القوات المسلحة كبيرة بضرورة ملء الفراغ السياسي، ولذلك ينبغي الإسراع بشأن الوساطة.
وأضاف: نأمل أن لا نصل إلى مرحلة تشكيل حكومة من جانب المجلس العسكري.
ونفى العطا تدخل الامارات والسعودية ومصر في الشأن السوداني، وقال إن تلك الدول ساعدتهم دون شروط، مشيراً إلى أن هناك اهتمام من عدة دول وجهات إقليمية ودولية بالشأن السوداني.
وقال العطا إن المبادرة الأفريقية أول مبادرة تُطرح عليهم، وأن مبعوث الاتحاد الأفريقي أول من وصل السودان عقب فض الاعتصام في الثالث من يونيو، مؤكداً أن المبادرة الإثيوبية جاءت بمشورة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وتتهم قوى اعلان الحرية والتغيير التي تقود الاحتجاجات الشعبية في السودان، المجلس العسكري بفض إعتصام آلاف المحتجين قرب القيادة العامة للجيش بالخرطوم، في الثالث من يونيو الجاري.
وشكل المجلس العسكري لجنة تحقيق لتقصي الحقائق بشأن فض الإعتصام، إثر مقتل نحو 118 من المحتجين، بحسب لجنة الاطباء المركزية، غير الحكومية.
وتمسّكت قوى الحرية والتغيير بلجنة تحقيق دولية، وطالبت بتوقيف المتورطين في فض الاعتصام بالقوة، وتقديمهم إلى المحاكمة.