بن سلمان وبن زايد عجّلا بمسألة فضّ الاعتصام
كشفت مصادر دبلوماسية سودانية ومصرية، تحدثت مع "العربي الجديد"، عن خلافات داخل التحالف المصري السعودي الإماراتي بسبب القرارات المتعلّقة بالأزمة السياسية في السودان، في أعقاب تعقُّد الوضع إثر فضّ اعتصام القيادة العامة بوسط الخرطوم، وسقوط أكثر من مائة قتيل على يد قوات التدخّل السريع المعروفة باسم مليشيات "الجنجويد"، التابعة لنائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي.
وبحسب المصادر، فإنّ "قرار الفضّ جاء في ظلّ تحذيرات مصرية"، موضحةً أنّ "القاهرة لم تكن ضدّ عملية الفض كمبدأ، ولكنها كانت ترحّب أكثر بأي حلول لا تساهم في تعقيد المشهد، على أن يكون التدخل الأمني والفضّ آخر الحلول". وأشارت المصادر إلى أنّ "مصر قدّمت بالفعل خبرتها للمجلس العسكري السوداني بشأن التعامل الأمني مع مثل تلك التجمعات والاعتصامات"، لافتةً إلى أنّ "الفضّ جاء تحت ضغط إماراتي وسعودي".وشدّدت المصادر على أنّ "مصر هي الخاسر الأكبر جراء التطورات الأخيرة في السودان، فأي نظام سياسي جديد سينشأ هناك مكوّنٍ من قوى مدنية، ستكون لديه أزمة عميقة مع القاهرة بسبب الدور الذي أدته، سواء في آخر أيام الرئيس المخلوع عمر البشير ودعمه، أو التدخّل المعلن في دعم المجلس العسكري الذي انقلب على الاتفاقات السياسية مع قوى المعارضة المدنية".
وأجمعت المصادر التي تحدّثت إليها "العربي الجديد"، على أنّ المصالح المصرية لدى السودان أكبر بكثير من المكاسب التي تسعى السعودية والإمارات لتحقيقها. فبحسب دبلوماسي مصري رسمي، فإنّ "القاهرة لديها مصالح متعلقة بالأمن القومي والحدود، ومنع تسلّل العناصر الإرهابية، والمياه، والروابط المشتركة مع الشعب السوداني، في حين أنّ قمة الأهداف السعودية الإماراتية تتمثّل في تحجيم نفوذ قطر وتركيا من جهة، ومنع نجاح أي حراك ثوري من جهة أخرى، لكن في النهاية ليست هناك علاقات مباشرة.
العربي الجديد