-->
سودان بكرة سودان بكرة

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

* المطلوب: إنقاذ (حميدتي) من الفلول، وإنقاذ السودان من (حميدتي)!!



” الجريدة “ هذا الصباح … المطلوب: إنقاذ (حميدتي) من الفلول، وإنقاذ السودان من (حميدتي)!!
______
مناظير - زهير السراج
إنقاذ حميدتي وإنقاذنا منه !!
* أقول للتاريخ وأرجو ألا تكون حساباتي صحيحة، بأن (حميدتي) يقود البلد لمصير مجهول، بدون أن يدرك تحت وطأة الغضب والانفعال. في الحقيقة إنه مسيَّر يقوده الذين ظلوا يرددون طيلة السنوات الماضية أن البلاد ستغرق في الفوضى إذا خرجوا من الحكم، ليخيفوا الناس من الثورة عليهم وإسقاطهم. عندما رددوا هذه النغمة في بدايات الثورة المجيدة وألقوا تهمة التخريب على شباب من دارفور اتهموهم بالانتماء للحركات المسلحة، واجههم الثوار بالهتاف المشهور الذي صار أشهر شعارات الثورة : "يا العنصرى المغرور، كل البلد دارفور". هنا أيقنوا أن لعبتهم العنصرية القذرة بتشظية الشعب على أساس عرقي وإخافتهم من الفوضى على يد الحركات المسلحة باءت بالفشل للوعي الكبير الذي يتمتع به الشعب المعلم، فأُسقط في يدهم .. ثم سقطوا.
* أسقطهم الشعب، وليس الانقلاب العسكري أو صلاح قوش ولجنته الأمنية، كما تزعم الروايات السخيفة التي يروج لها البعض هذه الأيام، وإنهم هم الذين طلبوا من الثوار التجمع أمام القيادة وفتحوا لهم الطريق، كما يزعم عضو المجلس العسكري (ياسر العطا) الذي كان مصيره التقاعد بدون أن يسمع به أحد لولا الثورة التي أصبح بفضلها هو وزملاؤه من العسكريين المغمورين أصحاب سلطة يتحكمون في مصير البلاد، ويتلاعبون بها، ويغدرون بشعبها.
* استغل الفلول الخلاف بين قوى الحرية والتغيير وقائد قوات الدعم السريع (حميدتي) ومخاوفه الكبيرة على مصالحه الضخمة ووسائل حمايتها وتأمينها واستمرارها، وبدأوا في نشر الفوضى التي يحلمون بها. صوروا له أن وصول قوى الحرية والتغيير للسلطة يعنى القضاء عليه. صحيح أن بعضهم طالب، ولا يزال، بتصحيح الوضع الشاذ لقوات الدعم السريع بعدم خضوعها إداريا وعسكريا للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، الذي أطره قانون قوات الدعم السريع لعام 2017، وهى مطالبة صحيحة وواجبة، إذ لا يعقل وجود جيشين في البلاد مستقلين عن بعضهما البعض بدون قيادة موحدة في أعلى الهرم العسكري .. ولكن لا يعني ذلك القضاء على (حميدتي) أو على قواته.
* يمكن ترتيب كل شيء ووضعه في الإطار القانوني الصحيح بدون وقوع ضرر على أحد أو تضرر أحد. ليس بالضرورة أن يحدث هذا الترتيب اليوم أو غدا أو خلال فترة وجيزة من تشكيل مؤسسات الفترة الانتقالية، ولم يقل أحد ذلك، وهى مسألة تحتاج إلى تفاهمات كثيرة وأطر قانونية يجب أن تتم بهدوء وتأخذ الوقت الكافي لتخرج بأقل الأضرار، إن لم يكن أقصى المنافع، غير أن الفلول نجحوا، بمساعدة أفعال وأقوال بعض المتهورين من قوى الحرية والتغيير في إقناع (حميدتي) بعكس ذلك.
* لم يتركوا فرصة إلا واستغلوها لإثارة (حميدتي) إلى أقصى درجة ممكنة، وإثارة مخاوف حلفائه في الخليج. صوروا لهم أن انتقال السلطة إلى قوى الحرية والتغيير تعني هزيمتهم في اليمن وانتصار الحوثيين والإيرانيين وبداية الغضب الشعبي عليهم، فنأوا بأنفسهم عن قوى الحرية والتغيير؛ مع أنهم حلفاؤهم الطبيعيون وليس الفلول، الذين يصنفونهم إرهابيين. أكبر دليل على نجاح مخططهم الخبيث في إثارة غضب (حميدتي) هو حديثه الغاضب (في غير محله) عن تعداد قواته في اليمن الذي أثار غضب واستياء وفضول الكثيرين، فبدأوا في (نكش) الأسرار عن هذه القوات التي لم تحصل إلا على تدريب عسكري ضعيف جدا ويتكون نصفها من أطفال، وهي جريمة حسب القانون الدولي!!
* الغضب الشديد لـ(حميدتي) وخوفه على مصالحه والاستفزاز الذي وقع تحت تأثيره أرغمه على جمع كل أدوات الشر حوله: الفلول وأذيالهم، الجماعات الدينية المتشددة، الانتهازيون، النفعيون، هواة السلطة، بعض الفصائل المسلحة المتطلعة للحكم، وكل من يأنس في نفسه عدم الكفاءة، بالإضافة الى استجلاب أعداد هائلة من المواطنين من مناطق معينة للانضمام لقوات الدعم السريع والعمل تحت إمرة قائدها من باب الولاء والانتماء أو من أجل الحصول على العيش الكريم، وفى كل يوم يتزايدون. كل هؤلاء هم وقود الحرب التي يجري الترتيب لها الآن بواسطة الفلول .. أما العدو فهو قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين وغالبية الشعب التي تقف وراءهم.
* مع القوة الهائلة والثروة الضخمة التي يملكها (حميدتي) والدعم الخارجي الذي لا ينقطع، والفلول الذين لا يكفون عن إثارة الفتنة، والجماعات الدينية ذات الآراء المتشددة التي تُكَّفر كل من يخالفها الرأي، والنفعيون المستعدون لبيع أنفسهم مقابل المال، والهتيفة الذين يصورون الباطل حقا والحق باطلا، والاستفزاز الشديد الذي يشعر به حميدتي ، وخوفه الكبير على مصالحه، ورفض غالبية الشعب لمحاولة سيطرته على السلطة وأحاديثه الاستفزازية، واشتداد الخلاف على عملية نقل السلطة إلى المدنيين، ومماحكات المجلس العسكري وتقاعسه، والتصعيد الشديد من الطرف الآخر، وبطء حركة المجتمع الدولي وانقسام مواقفه، فليس من المستبعد إطلاقا أن يشتعل الحريق بسبب شرارة صغيرة جدا، ويتحول كل شيء إلى جحيم، كما يخطط له الفلول.
* المطلوب: إنقاذ (حميدتي) من الفلول، وإنقاذ السودان من (حميدتي)!!
الجريدة

التعليقات

اعلان


إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

سودان بكرة

2019